أقلام و آراء

هل تحاول إدارة بايدن احياء صفقة القرن؟

«احمدرضا روح الله زاد»: يبدو ان إدارة بايدن قررت الابتعاد عن النهج والسياسة المتبعة من قبل إدارة ترامب التي اتسمت بالإحادية تجاه الملفات الدولية، تلك السياسية التي أدى إلى تآكل مصداقية الولايات المتحدة بشأن العدالة الدولية وبتبع ذلك أدخلت واشنطن في عزلة دولية.

الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب أعلن عن خطته للسلام(أطلق عليها اسم “صفقة القرن”)، الخطة التي وضعها جاريد كوشنر، مستشار ترامب وصهره، والتي جاءت في 80 صفحة، كانت في الحقيقة محاولة لتغيير المعادلات لصالح الكيان الصهيوني.

وفي إطار الخطة التي طرحت من خلالها إدارة ترامب رؤيتها لإحلال السلام في الشرق الأوسط؛ سعت واشنطن إلي تشكيل تحالف اقليمي بزعامة الكيان الصهيوني، وكانت بداية هذه المساعي هي الاعلان عن التطبيع بين الاحتلال الإسرائيلي وبعض الأنظمة العربية(البداية كانت بالإعلان عن اتفاقات إبراهام بين الاحتلال وأبوظبي).

بناء على أمر صادر عن ترامب للأنظمة العربية و الإسلامية المشاركة في قمة الرياض؛ يجب على الأنظمة الإقليمية التابعة لها التوقف عن دعم المقاومة الفلسطينية وحركات المقاومة الإقليمية التي تعمل ضد النظام الصهيوني المحتل، وكذلك تعريف حركات المقاومة علي انها حركات ارهابية. وبناء علي هذا الطلب الأميركي، قامت السعودية باعلان جماعة الاخوان المسلمين، وحركة حماس علي انها جماعات ارهابية، و في الاطار نفسه قامت السلطات السعودية باعتقال النشطاء الفلسطينيين و زجت بهم في السجون. ووفقا لبنود صفقة القرن؛  توقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية وأخرجت السلطة الفلسطينية -التي ولدت بموجب اتفاقيات أوسلو – من المعادلة..

من جهتها، أعلنت المقاومة بأنها لم تعد تقف مكتوفة الايدي، فهي و باختيارها “المقاومة النشطة” زادت عمليًا من تكاليف الولايات المتحدة وإسرائيل والأنظمة المتحالفة المشاركة في تنفيذ الخطة الصهيونية الأمريكية الهادفة لاستعداف المقاومة. اغتيار الفريق الشهيد قاسم سليماني جاء في إطار تنفيذ صفقة القرن، لكن هذه الجريمة لم تحقق أي نتائج لأنها زادت المقاومة اصرارا علي مواصلة الطريق..

وكشفت مصادر دبلوماسية مصرية وغربية مؤخرا أن الفترة الحالية تشهد نشاطاً أميركياً لإعادة ترتيب الأوراق بالشرق الأوسط.

وأوضحت المصادر أنه وفقاً لهذه الرؤية فإن بايدن سيوسّع خلال الفترة المقبلة اعتماده على رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينت في تنفيذ خطة سلام طويلة الأجل مع الفلسطينيين بمساعدة مصر والأردن وانظمة خليجية، ترتكز على التهدئة في الأراضي المحتلة، وتطوير التنسيق الأمني مع القاهرة بشأن غزة. كذلك يهتم بالتعاون مع الأردن بشأن الأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، وتوفير البيئة المناسبة لدعم السلطة الفلسطينية، على أن تتولى مصر مهمة موازية لتأمين الداخل الفلسطيني والاتفاق على شكل إدارة السلطة.

الحقيقة أن هذه الخطة هي استمرار لخطة ترامب، وهي مبنية على توصية من مراكز الأبحاث الأمريكية ، التي تؤكد أن أولوية أمريكا يجب أن تكون للسيطرة على القوى الاقتصادية والعسكرية العالمية، وعليه ، فإن احتواء الصين وروسيا والهند والاتحاد الأوروبي يجب أن يكون أولوية، لذلك يجب اتخاذ خطوات تمكن واشنطن من التركيز علي احتواء دور المنافسين وليس الانشغال بقضايا الشرق الاوسط.

اليوم نمت المقاومة في أبعاد مختلفة عسكرية وسياسية واقتصادية وأمنية واستخباراتية وعلمية، وعرفت نفسها على المستوى العالمي، على قياس “الثورة الإسلامية” مع “أفق الحضارة الإسلامية الجديدة”. . هذه القوة ليست فاعلًا أحادي البعد، لكنها عملت بقوة في مجال التعرف على العدو، وقد تم تحديد خططها وقدراتها وقدراتها ودخلت في الصراع بناءً على هذه الرؤية، وهذا هو السبب الأهم لفشل خطط واتجاهات الهيمنة امام استراتيجيات محور المقاومة. لذلك، لا خيار أمام تيار الهيمنة سوى التراجع، وقد تغيرت المعادلة كثيرًا لدرجة أن أي خطوة لتيار الهيمنة ستفشل وان قوي الهيمنة تسير نحو الانحدار لامحالة..

 

مشاهده بیشتر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى