الهزائم المتكررة ستسقط الكيان الصهيوني من الداخل
د. حسين رويوران: يواجة الكيان الصهيوني عدة أزمات وتحديات من حيث البنية والسياسة، لكن مع الأحداث الأخيرة والتطورات التي شهدها المشهد الصهيوني وصل هذا الكيان الى المحطة الأخيرة من عمره، وقد وصل الى نهاية طريقه المسدود.
بعد الانتخابات المبكرة المفاجئة الرابعة وفشل نتنياهو في مهمة تشكيل الحكومة بالرغم من مرور أسبوعين علي تكليفه؛ دفع مراقبون للقول بأن ذلك لن يكون ممكنا لنتنياهو حتى نهاية المهلة القانونية البالغة أربعة أسابيع. ان معظم الأحزاب الصهيونية ترفض المشاركة في حكومة نتنياهو لأسباب عدة، بما في ذلك فساد نتنياهو والخلافات السياسية المحتدمة بينهم، وقد يظهر الجمود أنه لا توجد أرضية مشتركة بين الأحزاب الفائزة مما يؤدي إلى انتخابات مبكرة خامسة، وهذا مؤشر جديد على وجود أزمة حقيقة وجدية في الكيان الصهيوني .
ان الانفجار الذي وقع في مصنع تومر للأسلحة وإطلاق صاروخ على مفاعل نووية في ديمونا وتلوث أجزاء من حيفا بالكلور في حال كان خطاء فردي فهو دليل على عدم كفاءة الكيان في إدارة أموره الداخلية، واذا نظر اليه من خلال نظرية المؤامرة فقد تعتبر هذه الأحداث مؤشر على جدية الأزمة والتحديات التي يواجهها هذا الكيان.
والأهم من كل ذلك، يعتبر إطلاق الصواريخ على ديمونا هو أحدث بل وأكبر تحدي للكيان الصهيوني. فالكيان الذي يحاول ومن خلال الدعاية التي عمل عليها منذ عقود التستر على هشاشته بشتى الطرق، بات اليوم عاجزا عن اخفاء الحقيقة. لقد عجزت كل الدفاعات الصهيونية عن صد الصاروخ الذي اطلق من سوريا بما في ذلك القبة الحديدية ومنظومات الدفاع الأخرى، وهذا دليل واضح عن عجز الكيان وحماية رعاياه الصهاينة على الاراضي المحلتة.
إذا استمرت القيادة السورية بهذا النهج وقررت الرد علي كل اعتداء من قبل الكيان الصهيوني؛ فقد يكون هناك نوع من حالة الردع ضد هذه الاعتداءات، ما سيظهر عجز الكيان الصهيوني عن مواجهة التحديات الخارجية. ويري محللون أنه إذا استمرت سوريا بهذا النهج، فسيتعين على الكيان الصهيوني الاذعان بهزيمته امام محور المقاومة وبالتالي سيرغم علي وقف الهجمات والاعتداءات العسكرية ضد الاراضي السورية.
كان الكيان الصهيوني يخوض حروبًا بتفوقه العسكري وينتصر فيها، لكنه اليوم أصبح يواجه العديد من المشاكل والمآزق بسبب تنامي قدرات محور المقاومة. فبعد الحرب على حزب الله في عام 2006 ، اضطر إلى وقف الحرب وقبول المعادلة الرادعة مع حزب الله. كما تلقى هذا الكيان مؤخرًا صفعات مؤلمة من طهران في حرب الناقلات وأعلن عن هزيمته فيها مؤخرا. ومهما يكن فان الحل لوقف الاعتداءات الصهيونية على سوريا في الوقت الراهن هو الرد الصاروخي على هذا الكيان في مواجهة أي عدوان، فعندها لا يبقى خيار أمامه سوى التراجع والاذعان بالهزيمة، ثم ان تسلسل هذه الهزائم ستسقط الكيان الصهيوني من الداخل.